26 مارس 2011

عن أسطورة اسمها ... فارس الأحلام

   كانت تحلو لنا أحاديث المراهقة مع صديقاتي حول مواصفات فارس الأحلام .. حيث كانت أغلب الصفات شكلية .. فإحدانا كانت تريده طويلاً وسيماً .. و الآخرى تريده قوي البنية .. و ثالثة تريده أسمر .. إلخ .. و عندما يأتي دوري كنت أصمت لا أدري بماذا أجيب .. و بعد إلحاههن المستمر .. أفاجئهن - و إياني - بأني لا أريده متميزاً بالمرة ! .. أريده متوسط الطول ، ذو بشرة خمرية عادية ، مقبول الشكل .. لا مطالب غريبة أو مبالغ فيها ! ..
   وفي فترة الجامعة بدأت أفكر في الصفات الانسانية .. و أسمع صديقاتي ثانيةً .. تلك تريده عطوف ... و تلك تريده "طيب" .. و تلك تريده "كرييييييم"  :) ... و تأتي صديقتهم العجيبة لتقول .. أريده قارئاً .. ذو عقل مستنير .. ديمقراطي .. عنده استعداد للمناقشة في كل شئ .. يحترمني حتى في لحظة اختلافنا .... و لكنّي - للعجب - اكتشفت أن تلك الصفات بالرغم من حبي لها إلا أنها لا تعني بالضرورة سعادتي معه .. فأحيانا لا أريد مناقشة .. و أحيانا لا أريد استعراضاً منه للمعلومات أثناء الحوار .. لقد باتت الصفات التي طالما حلمت بها سبب شقائي و همّي .. لقد أدركت أنه ليس كل ما نريد هو بالضرورة ما سوف يسعدنا ..
    نحن نظن بكثرة تجاربنا العاطفية أننا نبحث عن الشريك المناسب لنا .. و أننا نخرج من كل علاقة فاشلة باستنتاج أن هذا لم يكن الشخص المناسب .. و لكن الحقيقة أن كثرة التجارب تتيح لنا أن نفهم "أنفسنا" .. ماذا نريد ؟ ماذا نحب ؟ فمن منّا لم يفكر و لو للحظة في المواصفات التي يطلبها في شريكه ؟ .. و لكنه يفاجأ حين يقابل صاحب تلك الصفات التي خطّها على الورق أنهما كالزيت و الماء .. لن يندمجا لأبد الآبدين ..
فلتواجه نفسك .. هل سأتوائم حقاً مع صاحب تلك الصفات أم لا .. ففارس الأحلام ليس من يطابق مواصفات وضعناها سلفاً على الأوراق .. بل هو من "يلائم" شخصياتنا و طباعنا و أمزجتنا المتقلبة .. و هذا لن نعرفه إلا بالتجربة ، وبمحاولة أن نفهم و نحكم على أنفسنا قبل محاولة فهم الآخر و الحكم عليه ..

هناك تعليقان (2):

  1. دي جميلة جدا خاصة اننا ف احلامنا بنضع الصفات اللي شايفينها ممكن تمششي معانا او بمعني تاني بنحط الصفات بتاعتنا في صورة تانية وزي ما قانون المغناطيسيات قال " الاقطاب المتشايهة تتنافر " احيانا بيكون بعض الاختلاف مريح والمعرفة الشخصية افضل طريقة لمعرفة مدي التوائم بين الاتنين :)

    ردحذف
  2. شكرا يا أحمد .. لا سبيل إلا التجربة دون نظريات أو محاولة فلسفة الأمر
    :)

    ردحذف