04 ديسمبر 2012

اليوم صفر



النهاردة يوم تاريخي.. مش عشان مسافرة للخارج لأول مرة في حياتي، ولا عشان رايحة الهند بلد الأفيال والأديان والتنوع..لأ.. أنا أخيرااااااا ركبت طيارة!
واحدة واحدة بقى..
أنا بقالي أسبوعين بستفسر من صحابي عن أدق تفاصيل الإجراءات في المطارات، وركوب الطائرة نفسه، بس التجربة غير السمع خالص!

أولا مطار القاهرة: أنا أول مرة أروح مطار في حياتي، حتى لما والدتي سافرت للسعودية عمري ما اشتركت في توصيلها من أو إلى المطار (أنا بكره لحظات الوداع جدًا).
المطار مهيب، له رهبة كده لوحده. والدي وصلني لحد البوابة الداخلية قبل الوزن، وسلّم عليّ وفضل واقف بره (تاني بكره اللحظات دي! حرام بقى كده!)
المهم.. توجهت إلى "الوزن"، كان فيه كذا طابور؛ طوابير الدرجة الاقتصادية، وطوابير البيزنس والدرجة الأولى. طبعا وقفت بكرامتي في طوابير الإقتصادية الزززززززحمة، وجنبي مباشرة طوابير الناس الهااااي، وفجأة طابورهم خلص، فقلت للمضيفة بوجه كله براءة: ممكن أسجل وزن هنا؟ (مع بربشة عيون طفولية).. قالت لي تعااااالي مش هزعلك (وسط حقد وغل من كل الطابور بتاعي). :P
المهم خلصت، ورحت للجوازات، ونسيت عند ظابط الجوازات التذاكر ونده عليّ عشان آخدهم، فقلت له (معلش محسوبتك أول مرة تسافر) قالي (ما هو واضح) :D
(تفاصيل مملة جدا للي سافر قبل كده، إنما اللي مسافرش خالص هيلاقيها.. مملة برضه)

نيجي بقى للحظة المنتظرة... الطيارة
 لأ فيه لحظة مهمة قبل دي.. لحظة أما أتوبيس المطار خدنا وبدأ يتحرك تاركًا مطار القاهرة ومتجهًا للطائرة.. قلبي رقص ساعتها، مش من الفرحة.. من الشجن! حسيت بشجن غريب وقتها، كإني هموت، كإني سايبة قلبي في مصر وماشية مجوفة!
أول بقى ما نزلت منه وشفت الطيارة، قلبي رقص برضه، بس من الفرحة! شكل الطيارة فظيع! إييييه الجناح ده!، وإيه المروحة دي!! يالهووووووووي (مع فتحة بُق 3 سم) :D
أول ما طلعت الطيارة اتعصبت! أولا مكاني كان في الصف اللي في النص وأنا كنت هموت وأقعد جنب الشباك! :(
ثانيًا، قعد جنبي رجل من النوع اللي فاكر نفسه أمور ده، وبيستظرف بقى، ومفيش مانع يخبطني، ومفيش مانع يريح عليّ شوية، طبعا أنا ماتوصاش: صدّرت الوش الجبس وقلت له لو سمحت ما تريحش عليّ كده! قلت في بالي (شكلها رحلة همّ وهنقضيها مشاحنات). ناديت ع المضيفة وطلبت منها تغيّر الكرسي بتاعي، وغيرته فعلا بعد إقلاع الطائرة، وبصيت للأخ اللذيذ بصة بقى ما معناها (موتوا بغيظكم) :D

المضيفات: يا جماعة إذا خُيّرتم فاختاروا طيران الإمارات! الخدمة سبع نجوم، قمة الأخلاق، الذوق، الابتسامة التي تبدو بلاستيكية (وأحيانًا ضجرة) عند بعضهم وحقيقية عند الآخرين (بس فيه ابتسامة كده كده)، وأخيرًا جمال المضيفات! كان فيه مضيفين رجال بس ماستظرفتش ولا واحد فيهم، المضيفات بقى... أول مرة أقول يا ليتني كنت ذكرًا! :D بنات ع الفرازة بكل معنى الكلمة، مفيش غلطة! أكتر واحدة عجبتني فيهن كانت المضيفة اللي ناديت عليها عشان تغيّر الكرسي بتاعي، ابتسامتها رائعة وحقيقية، وعينيها تجنن! ولما سألتني عاوزة أغيّر مكاني ليه، قلت لها إن الشخص اللي جنبي (is bugging me) فضحكت ضحك! :D، ولفّت كتير جدًا عشان تلاقي لي كرسي حلو، وجات في الآخر تقولي على الاختيارات المتاحة عشان أنقي! :D
كان نفسي أعرف جنسيتها إيه، بس لكنتها بتقول إنها غالبًا إيطالية.

الناس عادةً ع الطيارة بتشوف أفلام أو بتسمع أغاني، من خلال الشاشة المقابلة، وكنت مستغربة جدا منهم! إذا تسيبوا الإثارة المنتظرة من إقلاع وهبوط وتتفرجوا على أفلام! أنا حتى حاولت أقرأ كتير وماعرفتش، مش عارفة أركز خالص من كتر الإثارة والفرحة اللي حاسة بيها!
لحظة الإقلاع كانت مدمرة بالنسبة لي، عينيا اتملت دموع، وجسمي كله كان بيتهز مع رجرجة الطائرة. لحظة الهبوط بقى كانت حكاية تانية.. أول ما بدأ الهبوط شغلت الشاشة قدامي على كاميرات الطائرة الأمامية عشان أشوف المهبط، وللأسف الدنيا كانت ليل بس شفت الأضواء والعلامات. ساعة لما الطيارة لمست الأرض حدفت ناحية الشمال جامد جدًا لدرجة إن الناس اتخضت -وأنا برضه مانكرش- بس أنا حسيت بالإثارة أكتر من الخوف، وكل أفلام الطيارات اللي بتنفجر وتقع جات في بالي ساعتها وقلت (الله ده فيه أكشن) :D :D بس جات سليمة الحمد لله، والطيار لحق نفسه قوام.
حاليًا أنا في مطار دبي (ترانزيت) وفي انتظار طائرة هايدر آباد-الهند. طبعًا مطار دبي أكبرررررر وأوووووسع وأزحم بمراحل من مطار القاهرة! زائد إن تقريبًا مفيش عرب! أول ما نزلت قلت لنفسي: شغلي الإنجليزي يا فتحية! :D

لحد دلوقتي مش متخيلة إن بيني وبين مصر آلاف الأميال!