31 مايو 2012

مللت أحاديثكم


أنا أحب أصحاب المهن الغريبة!
ومشكلتي أنني لا أقابلهم كثيرًا حولي.
أغلب من حولنا تنحصر وظائفهم في قائمة لا تتغير كثيرًا: إما أنهم أطباء أو صيادلة أو مهندسون، أو أنهم لم يحصلوا على مجموع كاف للالتحاق بأيّ من الكليات السابقة! وبالتالي هؤلاء المشتغلون بالتجارة أو الأعمال المكتبية أو خريجي الآداب أو غيرهم لا يجدون أدنى حماس في تأدية وظائفهم المفروضة عليهم فرضًا. لا أحادث أحدهم إلا وأجده محبَط، عذرًا "ممل"، نمطي، بريق عينيه منطفئ. حتى المشتغلون بالطب والهندسة (عشان شاطرين وجابوا مجموع) أجدهم أيضًا محبَطون .. ومكئِبون!
لا أقابل كثيرًا من في عينيه إلتماعة عشق لمهنته أو دراسته، لا أجد هذا البريق الذي يدفعه للتحدث عن عشقه بلا كلل أو ملل. دائمًا يكلمونك ليصبّوا في أذنيك اللعنات!
كم أتمنى مقابلة مذيع، منتج فنّي، مخرج، مصمم تحف، مصمم جرافيك في أفلام سينما، مسئول في شركة لتصنيع لعب الأطفال (حمادة عزّو أيوه)، عازف محترف، مصور محترف، مترجم ...
كم أتمنى سماع ما لم أعتد سماعه منهم، كيف يعملون، كيف بدأ هذا العشق، هل ملّوا عملهم يومًا أو ندموا عليه، حتى لو حدثوني عن مشكلاتهم فبالتأكيد ستكون مختلفة.
مللت الأحاديث المكررة، والمبررات المعادة، والشكاوى المفتعلة، والزفرات الكاذبة. مللت كل الأحاديث.
أريد مقابلة شخص عنده Passion بما يفعل!
لا أجد كلمة عربية تجمع ما أود وصفه ككلمة: Passion .. إنها تعني الولع والشغف والحب في آن.

24 مايو 2012

اعترافات مواطنة مش فاهمة حاجة


أود أن أسجّل اعترافًا.

أنا لم أشارك في ثورة 25 يناير 2011 بأي شكل! لم أشارك في المظاهرات، لم أشترِ أعلامًا، لم أتبنّ موقفًا دفاعيًا أو هجوميًا تجاهها، لم أملك حتى حسابًا على (فيس بوك) لدعم أو "تشيير" أي خبر كان، كما لم أشترك قط في حديث عن الشهداء.
لقد التزمت بحيادية مميتة، وكان دافعي أنني لا أفهم شيئًا!
ففي يوم الثلاثاء 25 يناير كنت في منطقة الرمل بالإسكندرية، أقضي نزهتي الأسبوعية التي تتلخص في التمشية لبعض الوقت، شرب "الكابتشينو" في مقهى "البن البرازيلي" الشهير، شراء كتاب أو اثنين، ثم العودة. فوجئت يومها بعربات الأمن المركزي منتشرة حتى في الشوراع الجانبية، وأحسست بأن الجو مشحون لسبب لا أعرفه. قلت ربمّا هناك "مرور" ما لشخصية مهمة! (ما أجهلني!)
لقد كنت بجوار معقل المظاهرات في الإسكندرية (ساحة مسجد القائد ابراهيم) ولا أدري شيئًا!
ما عزز إحساسي بأن شيئًا مختلفًا يحدث هذه المرة هو أحداث الجمعة 28 يناير. كان مفترضًا أن أذهب لعملي يوم السبت 29 يناير، وبما أنها فترة امتحانات فلا يمكنني التغيّب (أو هكذا حسبت). وبالفعل خرجت من منزلي صباح السبت في الساعة الثامنة، وتجرأت على ركوب المواصلات (لا أعلم كيف نزل هؤلاء السائقون بالأصل للعمل!)، وذهبت لأفاجأ بغياب عدد كبير من زملائي، ومن الطلبة، وبتعجُّب كل من رآني كيف سمحوا لي في المنزل أن أذهب للعمل!
ربما كان هذا هو الشئ الوحيد الذي داومت عليه وقت اشتعال الثورة، أنني حاولت ألا تؤثر الأحداث على نمط حياتي أو عملي أو روتيني اليومي، رغم أنني كنت متعبة من رؤية المدرعات والدبابات في كل الشوراع، وقد تضاعف لدي إحساسي بعدم الأمان، وبالخوف من كل الناس. ربما أيضًا انتابتني حالة من الإيجابية التي طالما ورطتني في المشاكل، ولكن كان هذا هو كل ما فعلته منذ أن قامت الثورة .. حتى الآن.
اليوم 24 مايو 2012 ذهبت للجنتي الانتخابية الكائنة بإحدى المدراس، والتي تبعد كثيرًا عن منزلي، وقد آثرت الذهاب اليوم بدلًا من أمس حتى أتجنب الإزدحام.(راجع تجربتي المريرة في انتخابات مجلس الشعب الماضية في نفس اللجنة).
دخلت للجنة الفرعية مباشرةً دون انتظار أو طوابير، أتممت الإجراءات، وصوّت لمن اخترته.
الناس صنفان، صنف يقود وآخر يُقاد. القادة هم الذين "يفهمون"، ولأنني لم أفهم يومًا شيئًا فقد كنت أُقاد. تحركني كلمة أو حوار لأحد الشخصيات، وظللت ضمن كتلة الأصوات العائمة حتى أمس!
قلتُ لنفسي: ها أنتِ الآن تغمسين اصبعك في الحبر في أول انتخابات رئاسية حقيقية في بلدك، ومن قادك لتلك المرحلة لم تفهميه للحظة واحدة. عارٌ عليكِ أنك لازلت لا تفهمين! فلتتمتعي بممارسة حقوقك كمواطنة وأنتِ يومًا لم تفهمي شيئًا.



.

02 مايو 2012

عن الريفيوهات بموقع (جودريدز)

من تكتب هذه السطور الآن قطعًا مختلفة عمّن اشتركت في موقع (جودريدز) منذ ثلاث سنوات بالضبط. الآن بعد أن قرأت مئات الريفيوهات (المراجعات إن شئنا التعريب) وكتبت العشرات منها، تكونت لدّي فكرة واضحة عن "نوعية" الريفيوهات التي تعجبني. لكن إذا أعجبتني طريقة كتابة ريفيو ما فهذا لا يعني أن تلك الطريقة "صحيحة" والباقي خطأ؛ فهي فقط وجهة نظري.

أولا أنا لا أقرأ الريفيوهات بتمعّن إلا بعد انتهائي من الكتاب حتى أتجنب التفاصيل التي "تحرق" أجزاء منه، وكذلك بعد أن أكتب الريفيو الخاص بي عنه حتى لا أتأثر بما قرأت.  وكل هذا لا يعني أنني لا أقرأ ريفيوهات قبل قراءة الكتاب، وإنما إن فعلت فإنني أمر عليها سريعا، وأطّلع على تقييم الكتاب فقط.
ملحوظة هامشية: بالموقع خاصية بديعة تسمّىSpoiler Alert  لا أعلم لماذا لا يستخدمها أغلب القرّاء!

ثانيا أنا لا أقرأ الريفيوهات الطوييييييييلة للغاية. أنت لا تحتاج إلى عشر صفحات "فلوسكاب" حتى تخبرني أن الكتاب أعجبك!!

ثالثا ما هو الغرض من كتابة الريفيو؟
الغرض منه -في رأيي- هو كتابة (انطباعك) عن الكتاب، هل أعجبك؟ لِمَ؟ لم يعجبك؟ لماذا؟ ... فقط! ريفيوهاتي المفضلة هي الريفيوهات "الحميمية" التي تُظهر شخصية القارئ، خفة ظلّه، تلقائيته، أن يضع بها صورة لطيفة تعبيرًا عن مشاعر ما انتابته بعد القراءة.

رابعًا أتحاشى تمامًا نوعين من الريفيوهات:
1- ريفيوهات استعراض العضلات: بربك لِمَ يجب عليّ أن أقرأ ريفيو بحجم ألفية بن مالك حتى تحكي لي أدق تفاصيل الرواية وأنت تستعرض مقدرتك اللغوية الفذة لإبهاري؟! ماذا سأقرأ إذن؟! وحتى لو قرأت الرواية من قبل فماذا سأفيد من قراءة ريفيوهك هذا؟ بعض الروايات -والكتب أحيانا- تُثير في أنفسنا رغبة في الكتابة عنها أو عن مشاعر معينة حرّكتها فينا، فلنكتب إذن ما شئنا لكن في تدوينة أو حتى في موضوعات كتابة على الموقع. أحيانًا أظنني غريبة حيث أن هذا النوع من الريفيوهات يجني قدر لا بأس به من "اللايكات"، بينما أجد ريفيوهات أكثر احترافية واختصار وحميمية وموضوعية لا تلقى أدنى اهتمام!
اضغط هنا لتقابل كاتب الريفيوهات المفضّل بالنسبة لي :)

2- ريفيوهات "حاجة كده على ما قُسُم": إنها تلك الريفيوهات الخالية من كل احترام للغة وللإملاء، بل حتى للقراء أنفسهم! هذه الريفيوهات تختار أحيانا طريق الحميمية لتمشي فيه، وهذا رائع بالتأكيد، ولكن يبدو أنها تصبح أحيانًا حميمية لدرجة الاستظراف!

قد أبدو انتقادية أكثر من اللازم ولكنّني أحب الأشياء أن تُؤَدّى كما يُفترض لها، وكما أفهمها،  وهذا رأيي غير المُلزِم لأي شخص.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.