16 مارس 2011

هوامش مبعثرة (2)

·   لقد اكتشفت أنه من الممتع حقاً أن تذهب لندوة وحيداً .. بلا معارف أو أصدقاء .. لتجلس وسط غرباء .. فتسمع تعليقاتهم الجديدة بالنسبة لك .. ولا مانع من أن تعلق أنت أيضا .. و تضحك معهم أحيانا ... لتنتهى الندوة و قد  تعرفت على أشخاص جدد .. فتمضي في طريقك متذكرا تعليقاً لأحدهم أو إحدى قفشاته لترتسم على وجهك ابتسامة تدوم للحظات .. إنه حقا شيئا ممتعا .. ولتجرب بنفسك !

·  عندما يسألك في الهاتف "إزيك ؟ عاملة إيه ؟" كثيرا ، لا تجيبيه بـ "الحمد لله كويسة" .. لأنه في الواقع لا يسألك عن أحوالك و إنما يعطي نفسه بعض الوقت ليفكر في موضوع للكلام ..

·  كان يعجب لقدرتها على تحويل كل ما هو تقليدي .. لإستثنائي !

·  ما هذا الهوس عند الأهالي في أيامنا هذه بإلحاق أبنائهم بمدراس اللغات و المدارس الدولية ؟! .. عندما تناقشهم تسمع .. "لكي يكتسب لغة و يتعلم الكومبيوتر .. و هي جتّ على ابني يعني ! أهو برده عشان محدش يتنطط عليه !! " .. التحاقه بتلك المدارس لا يضمن له شيئا إن لم يكن هو نفسه متميزا في الأساس .. الكثيرون يملكون اللغات و مهارات الكومبيوتر و عاطلون ! .. لا أنكر أن المدارس الحكومية في أيامنا لم تعد بنفس المستوى السابق .. و لكن من قال إن المدارس الدولية هي الأفضل ؟ .. أنا لست مع أو ضد .. فقط أوضح أنها ليست مسألة مدرسة .. إنها مسألة تعليم بشكل عام و بناء شخصية .. فما أكثر خريجي اللغات الذين لا يعرفون كيف يتحدثون لغتهم الأم و تفاجأ بالأخطاء الاملائية الفاحشة في كتاباتهم .. و ما أكثر خريجي الحكومية المتميزون المتحققون ذوو الشخصيات الرائعة و المهارات اللغوية الحقيقية ...

·  الحب لا يعرف العقل .. فإذا ضبطت نفسك تفكر في عيوب الطرف الآخر و المشاكل التي تقف بينكما .. فتلك بداية النهاية ..

·  سقطة بكل رواياتنا تقريبا .. أن تكون الحبيبة و بطلة القصة "جميلة" بل فاتنة .. تذكر معى و لاحظ حتى أشهر الروايات لأكبر الكتاب .. غالبا ما ستجد الكاتب يصفها بجُمل على غرار " كانت ذات شعر فاحم السواد و جمال فتاك" !!  .. لقد تكرر المعنى حتي بات كامنا في عقلنا الباطن ،إن الجميلة وحدها هي التي تُحَبّ ، فقط هي من تستحق الالتفات إليها .. هل من رواية لم تذكر هذا المعنى وتؤكده بشكل أو بآخر ؟!!


هناك 4 تعليقات:

  1. الحقيقة أنا باستغرب من قدرة الشعب المصري على التجمع على أي موضوع في أي مكان.. مترو.. ميكروباص.. طابور عيش.. أو حتى طابور استفتاء
    :)

    حالة غريبة من الترابط المؤقت، فيها مناقشة واتفاق واختلاف وهزار وضحك، ويسلموا على بعض على قفشة من القفشات
    كل ده من غير حتى ما يعرفوا أسامي بعض

    متهيألي دي فعلا مش موجودة غير هنا

    ردحذف
  2. ...

    و الله دي حقيقة يا اسلام فعلا .. عندنا حميمية رهيبة في التعامل مع الناس .. أنا فاكرة يوم الندوة ده .. كنت لوحدي و قاعدة وسط شلتين :) .. اتعرفت على دول و على دول .. و قلنا لبعض "فرصة سعيدة" و احنا ماشيين و فعلا معرفناش حتى أسامي بعض ! :)

    و في نفس اليوم كنت مروحة في الترام .. و اللي جنبي كانت في الندوة و فتحنا حوار لمدة نص ساعة .. بجد الموضوع مبهج جدااااااا .. و ببقى مبسوطة أوي لما أتعرف على ناس جديدة خالص من بره الدايرةاللي أنا عايشة فيها .. و روتين الأدوية و كل الموضوعات الطبية :)))

    ردحذف
  3. اعجبتني هوامشك المبعثرة يا أميرة.. واحببت التعليق على اخر هامش عن وصف الحبيبة في الروايات وانت تتساءلين عن رواية لا تذكر هذا المعنى - جمال الحبيبة.
    واكاد اجزم لك ان الادب الروسي هو الوحيد الذي لا يمجد جمال الحبيبة. وقد كتب بهذا الموضوع الراحل الرائع سلامة موسى في كتابه " مختارات سلامة موسى" بمقالة عنوانها " لمحة في الادب الروسي". فالادب الروسي ادب خال من الصنعة والتكلف والبلاغة والبديع. ويصفه سلامة موسى بانه ادب ساذج، بمعنى ان ابطاله ناس حقيقيون ليس في خلقهم تصنع. وهنا يميز بين الفن والصنعه. فالشعر فن لكن النظم صنعه.
    والفن الجيد العظيم لا يحتاج الى صنعه جيدة، بل انه لا يحتاج الى صنعه مطلقاً. وهذا ما يمتاز به الادب الروسي.
    وقد تكتشفين ذلك بنفسك اذا قرأأتي لدستويفسكي وغوغول وتولستوي، عمالقة الادب الروسي.

    ردحذف
  4. بالضبط يا نورست ، فالمفترض أننا بشر عاديون ، و إذا نظرنا حولنا سنجد أغلب الثنائيات ذات جمال عادي ، وما يُذكر في الروايات ما هو إلا الاستثناء !
    فلماذا الإصرار على بلورة هذا الاستثناء و التركيز عليه ؟!
    شكراً على معلومتك القيمة عن الأدب الروسي ، سأحاول أن أقرأ لهؤلاء الكتّاب الفترة المقبلة :)

    ردحذف