27 أكتوبر 2011

أزمة منتصف العشرينات !

"تفقد الفتاة بريقها بعد سن الخامسة والعشرين" ... محمود السعدني
نظرا لإقتراب ذكرى ميلادي الخامسة والعشرين قررت أن أكتب عن شعوري حيال عمري لأول مرة ...
إن الرقم (25) لايشبهني حاليا على الإطلاق .. فبداخلي أشعر أنني أهيم في فضاء الثلاثينات بقوّة ! وبرغم شعوري الدائم بسخف الكثيرين ممن حولي على كبرهم ، وبمدى تفاهتهم وضحالة عقولهم ، إلا أنني لازلت تلك الطفلة التي تهرع لأمها حين تجابه مشكلة ما ، أنا الطفلة التي بكت بحرقة لساعات طوال عند سفر والدتها  رغم تماسكها الشديد أمامها ... فعلتُ ذلك وأنا على مشارف الخامسة والعشرين !
آخر مرة احتفلت فيها أسرتي بعيد ميلادي كانت عندما أتممت عامين ، رغم أنني طفلة وحيدة يفترض كل من يعرفها أنها مدللة .. فقط لأنها وحيدة ! ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أحتفل بأعياد ميلادي مطلقا ، ولا أرى لتلك الإحتفالات أهمية أو قيمة تذكر .. ولكن هذا لا يمنع بالطبع أنني أحب أن أُهدَى ..
واستكمالًا لحالة "الفضفضة" التي انتباتني ، يحزنني كثيرا أنه برغم علم كل أصدقائي بمدى حبّي للقراءة إلا أنني لم أُهد كتابا على الإطلاق ! فأنا أعتقد أنك إذا أهديت شخصا لابد لك أن تهديه ما يهوى لإن هذا يعني أنك تهتم بما يحب وتعطيه فسحة من وقتك كي تنتقي له هدية تحوز اعجابه .. لهذا يحزنني ألا ألقى هذا الإهتمام من أي أحد !
إنها دائما تلك الهدايا التي يجلبونها على عجل وهم في الطريق إليّ ... و التي تكون غالبا "مجّ" أو سلسلة ! شكرا لهم بالطبع ولكني أفضل نزهة حميمية صادقة على هدية لتسديد الخانات فقط !
عادة أول ما يتبادر لذهني في ذكرى مولدي هو حالتي العاطفية الحالية (أكدب يعني!) ..
لقد صادفت العديد من زميلات الدراسة مؤخرا يحملن أطفالهن ، وأول ما يسألنني عنه : وإنتِ لسه مفيش حاجة ؟
لأذكر لكم شعوري أيضا حيال هذا الموضوع ... أنا أتوق كأي شخص للتعرف على نصفي الآخر ولكني حقا وصدقا لا أتوق للزواج في حدّ ذاته .. بل إنني أتململ إذا أحسست باقترابه ، ولا أعلم السبب وراء ذلك .. ربما يكون الخوف من المسئولية .. عدم الثقة في الآخرين .. خوفي من الفشل ... أو ربما لإنني فقط لم أقابل بعد من لديه القدرة أن يدفعني دفعًا لإتخاذ هذا القرار المجنون بالسجن الأبدي .. لا أعرف تحديدا .. ربما أنا أحتاج لطبيب نفسي كذاك في فيلم "حب البنات" !
أمنياتي لهذا العام ؟
لا شئ ... لا شئ على الإطلاق .. إنني أستحي أن أطلب من الله شيئا رغم يقيني أنه يحب الدعاء .. ولكنّي راضية إلى حدّ كبير عن نفسي وعما وصلت إليه .. ولا أطلب من الله أكثر مما أنا فيه .. أخشى أن أطلب من ربي ما يضرني .. كما أخشى ألا أطلب منه ما ينفعني .. فليجزني الله كيفما شاء وأنا على يقين أن ما يريده الله لي هو بالتأكيد أفضل مما أردت لنفسي ...