08 أغسطس 2012

2008 زي النهاردة

زي النهاردة من 4 سنين كان أول يوم في حياتي في الشغل. وقتها كنت متخرجة بقى لي شهر تقريبًا، وبعد ما شبعت من البيت في الشهر ده حسيت بالملل، وقلت لأ بقى عيب كده عاوزين نكوّن نفسنا! :))
ماكنتش محددة بالظبط أنا عاوزة أشتغل في أنهي مجال داخل الصيدلة، بس مؤشراتي النفسية كانت متجهة ناحية مصانع الأدوية خصوصًا بعد ما اتدربت في مصنعين وقت الدراسة. بس لإني مرنة قلت أجرّب أقدّم "السي في" في مجالات مختلفة علّني أحبها. قدّمت في مصانع، وشركات دعاية ... وإلى حين الردّ مكانش قدّامي غير الصيدليات .. (على قفا مين يشيل).
حطّيت اسمي في النقابة، وبعدها بيومين صاحب الصيدلية كلّمني وحددنا ميعاد للمقابلة. رحت ووافقت على التفاصيل. رغم إن الصيدلية كانت في مكان راقي (زيزنيا) وكانت هادئة نسبيًا، وكنت أنا اللي همسك "الشيفت" (محدش هيتمريس عليّ يعني) إلا إن كل دول مكانوش الأسباب الرئيسية اللي خلتني أوافق. أنا وافقت لإن الصيدلي كان خلوق جدًا، وأنا الإنسان يهمّني أكتر من أي اعتبارات أخرى.
قبل الصيدلية دي كنت هشتغل في صيدلية تانية، وبعد ما اتدرّبت فيها 4 أيام سبتها، ليه؟ ... لأ يوم تاني يكون ليّ نفس أعيّط فيه هبقى أقولكوا بقى :)))
المهم .. اشتغلت في الصيدلية دي لمدة شهر واحد، وقبضت أول مرتب ... ياااااااااه على سعادة أول مرتّب دي! 350 بحالهم (ثروة أنا عارفة) بس كانوا بالنسبة لي 3500 جنيه!
قلت أشتري حاجة من أول مرتّب وتفضل تفكّرني بيه، اشتريت (فلاشة) 2 جيجا، وقتها كانت بـ 50 جنيه .. الفلاشة دي معايا وبستخدمها حتى الآن.
أثناء الشهر ده ماكنتش ساكتة، كنت بروح مقابلات في شركات دعاية كتير، ... دول بقى ليهم قصة تانية خااااااااااااالص ... بعدين بقى بلاش نكد :))
ومن ضمن المقابلات كانت مقابلة شغلي الحالي، دي بقى أكتر مقابلة رحتها وأنا "مستبيعة" تمامًا! كنت سامعة كلام كتير إن لازم يكون معايا (واسطة)، ولإني وقت التخرج كنت شديدة التفاؤل، قلت أجرّب بنفسي ومش هخسر حاجة. كوني استبيعت فادني جدًا في المقابلة لإنه خلاني مرتاحة وواثقة في نفسي (كده كده مش هشتغل)، بس ربنا أكرمني .... وعدّيت من أول مقابلة (آه فيه تاني)!
تاني مقابلة كانت (Presentation) أعملها في أي موضوع أختاره.
وفي يوم لقيتهم بيكلموني .... حضّري ورقك وتعالي!
إيه!
بتقولوا إيه!!!
بس فيه مشكلة ... الصيدلية!
لإن الصيدلي كان مهذب جدًا، ما ضايقنيش، بالعكس تمنّى لي التوفيق بكل ذوق..

التفاصيل دي لما بفتكرها بتبسطني جدًا..
النهاردة فكّرت... هل أربع سنين شغل غيّروا حاجة فيّ؟
أعتقد إني اتغيّرت بنسبة كبيرة جدًا. أول ما اتخرجت كنت طفلة جدًا، متفائلة علطول، بدوس في أي حدّ مهما كان مركزه، قلبي كان سابق عقلي دائمًا، ولساني يتبع قلبي بنسبة 90%.
أول ما اتخرجت كنت حاطة خطة، قلت أنا لازم أحب وأتجوز خلال أول سنة من التخرج (!!!) كإن الحكاية في إيدي مثلًا! الثقة دي كنت جايباها من منطق الأولويات اللي ماشية بيه طول عمري: وقت الدراسة للدراسة، الحب بعدين يا ماما مش وقته.
وكنت كل ما أروح شغل في مكان جديد وأشوف ولد شكله حلو أقول بسسسسسس هو ده، وبعد يومين أكون بشتمه في سرّي (عادي جدًا)، خصوصًا لما كنت بتخانق مع حدّ منهم في شغلي (مش عارفة ليه مسيطرة عليّ فكرة إني هحب واحد بعد ما أتخانق معاه خناقة نسيّح فيها دم بعض!!)
تدريجيًا بقيت مهتمّة (من الهمّ) أكتر، عقلي بدأ يتقدم وقلبي يتراجع (ولساني معاه)، عمليّتي دلوقتي بقت الجزء الطاغي على شخصيتي، عمليّة مش مصلحجية (فيه فرق)، ما بقتش أحبّ أضيع وقتي في حاجة مفيش منها فائدة، بس ده ما يمنعش إني ممكن أفكّر فيها كتير، بس دي حاجة مع نفسي، إنما فعليًا ببقى تجاوزت العقبة ومكمّلة..
زيادة شعوري بالهمّ صاحبتها زيادة الفرجة على الكارتون! تقريبًا مش بشوف غير الكارتون والأخبار!
حاجة كمان.. الأمان المادي.
مش عارفة إذا كانت بنات زيي كتير ولا دي حاجة راجعة للشخصية، بس أنا اتعوّدت أشتغل، حتى لما باخد أجازة بتبقى فيه حاجة ناقصاني! الشغل عندي مش مجرد شغل فراغ أو درءًا للملل .. إطلاقًا. الشغل عندي ضرورة، ومعتمدة عليه ماديًا. من وقت ما اشتغلت وأنا بطلّت آخد فلوس من أهلي.. تمامًا! مهما كنت محتاجة أو مضطرة أشتري حاجة معينة. لو ماعيش ثمنها تبقى ماتلزمنيش.
وبالتالي ما عتقدش إن شخصيتي تسمح لي بالتخلّي عن العمل إلا في الظروف القصوى. ماقدرش أتخلّى عن استقلالي المادي -وهو الأمان بالنسبة لي- بتاتًا البتّة!
بس أنا مش مبسوطة من حاجة واحدة .. إن شغلي لأربع سنين خلّاني عقلانية قوي كده! نفسي أرجع البنت اللي كانت لسّه متخرجة بكل شطحاتها ودماغها اللي نُصّها طاير ..

يا ترى كمان 4 زيّهم هبقى عاملة إزاي؟!