23 يونيو 2011

هوامش مبعثرة (6)

·       عندما أهديتني هذا الكتاب فرِحت ! .. أولًا لإنك لاحظت شوقي لاقتنائه في حديث عابر لنا ، وثانيًا لإنك تعرف كيف تسعدني حقًا ... ولكن اعذرني لن أقرأه ... فكم أخشى ألا يعجبني محتواه فترتبط هديتك بذكرى كتاب سيئ .. وأخشى أن يعجبني فتقع كل هداياك المقبلة فريسة لمقارنة غير عادلة معه ... لذا سأكتفي فقط بوضعه في مكان مميز أعلى رف كتبي ، محتفظا بغلافه الأنيق ، وعطرك المنعش ...

·       تعلمي كيف تجعلينه كوكبًا .. له مسار لا يحيد عنه .. تشدّه جاذبيتك ، ويُقصيه لهيبك ... احفظي هذا التوازن .. ولا تعطيه الفرصة أن يكون نجمًا أوحدًا في فلكك ... يحرقك ثم تفقديه ..

·       أتعجب من قدرتنا الفائقة على نصح الآخرين بمنتهى الثقة والروعة ، بينما نعجز عن نصح أنفسنا إذا ما تشابهت المواقف !!

·       مع الغرباء نحن أجرأ ... أصدق ... أروع ... نبدو معهم كما أحببنا دائما أن نكون .. قد نروي أشياءً لا نجرؤ على ذكرها مع أقرب المقربين ... قد نبدأ المحادثة باسم مصطنع وكأننا نحتاط ، ولكننا نعرف جيدًا أنه لا ضرر من الغرباء ... نفتح معهم صفحة جديدة تزداد نصاعة إذا أيقنّا أننا سنطويها سريعًا ..... لذا أعشق السفر بالقطار و الباخرة ...

·       سألها "مالِك ؟ " فكانت الغلطة الوحيدة التي ارتكبها هذا الصباح ..

21 يونيو 2011

أن تسير بالإتجاه المعاكس

في اللحظات الأولى لنا في هذا الكون لا يخضع شئ لإختيارنا، لا نختار أهلينا
، أسماءنا ، أشكالنا ...
ولكن نبدأ بعد ولادتنا في التململ ، فنرفض شيئا بالبكاء أو بالصراخ أو بدفعه
بعصبية .. ذلك لأننا نولد ولدينا بذرة الإرادة ، أن نفعل ما نحب ، ونقرر ما نريد ...
ولكن ما يميّز أحدنا عن الآخر هو كيفية تأثير البيئة التي عاش فيها على إرادته تلك ، والبيئة هنا تشمل الأسرة ، المدرسة ، الأصدقاء ، التعليم ، والمجتمع ككل ...
منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك صباحًا وحتى تغلقهما ستجد أنك مطالب باتخاذ العديد من القرارات والإختيارات ، بدءًا من : ماذا سأرتدي اليوم ؟ ،حتى : ماذا أكتب في استمارة رغبات الثانوية العامة اليوم ؟ .. قرارات تتأرجح بين السهولة والصعوبة ... ولكن بالنهاية "كلنا مجبرون على الإختيار" ...
هل سألت نفسك عند اتخاذ أي قرار إذا كان اختيارك نابعًا من داخلك مائة بالمائة أم أنه
تقليدًا للآخرين فقط ؟؟ فحتى اختيارك هو قرار في حدّ ذاته .. قرارك إما أن تكون أنت ، أو أن تكون نسخة باهتة مكررة من آلاف سبقوك ..

"أنا هاخد الكيمياء في سنة تانية عشان أمسك العصاية من النص"
"أنا مش هدخل أدبي عشان مليش في الحفظ .. أصلا الحفظ ده غباء! "
"أنا عاوز أدخل صيدلة عشان مجالاتها كتير ... وبيشتغلوا علطول"
"أنا مش عاوزة أدخل طب عشان هعنّس"
"أنا هكمل دراسات عليا"
"أنا هتخصص رمد أو جراحة .. "
"أنا جبت 97% ونفسي أدخل فنون جميلة ... بس بصراحة مستخسر المجموع ده ! "
"أنا هتجوز صالونات ، زي ما أبويا اتجوز .. هو ده الصح"

ترى هل كل القرارات السابقة أو ما شابهها كانت نابعة من اقتناعك الكامل بها أم لأنهم فقط فعلوها قبلك ، وأكدوا لك أنها مضمونة النتائج ؟
ربما من الحكمة - بالطبع - أن تستمع لآراء الآخرين ، وتستخلص منها قرار يخصك ،
ولكن يجب أن تكون الغلبة لرغبتك أنت ، وأن تتحمل مسئولية اختيارك كاملة ..
وربما اخترت أن تسير "ضد التيار" ، فاعلم حينها أن عليك أولا مواجهة معارضيك
ومحاولة اقناعهم ، أو على الأقل لا تمكّنهم من التأثير عليك لإثناءك عن قرارك ...
ربما اخترت أن تكون "إيجابيا" أو "ألا تقبل رشاوى" أو "ألا تنافق أحدًا" ، ... حينها تأكد من أنك ستُهاجم من كل شخص تتعارض مصالحه مع قرارك ... فقط اثبت وكن قويًا ..
‘‘ أنت تحتاج أحيانا أن تنحّي حسابات الورقة والقلم جانبا ، تحتاج فقط أن تحلّق بأحلامك في السماء ، ولا تخش السقوط ، بل ضعه في اعتبارك ، واعلم أن حياة قمت فيها بمغامرة وفشلت أفضل كثيرا من حياة فضلت فيها أن تسير بجوار الحائط خوفا من الفشل ، ثم اعتصرك الندم باقي عمرك .. ‘‘

01 يونيو 2011

نصف حياة ... جبران خليل جبران

لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء ...
لا تقرأ لأنصاف الموهوبين ...
لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت ...
لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة ...
لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل ...
إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية ، وإذا تكلمت .. فتكلّم حتى النهاية ، لا تصمت كي تتكلم ، ولا تتكلم كي تصمت ...
إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا ...

وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك ، لأن نصف الرفض قبول ...

النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها ، وهو ابتسامة أجّلتها ، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها... النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك ... 
النصف هو أن تصل وأن لا تصل ، أن تعمل وأن لا تعمل ، أن تغيب وأن تحضر ... النصف هو أنت ، عندما لا تكون أنت ،
لأنك لم تعرف من أنت ، النصف هو أن لا تعرف من أنت .. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه !

نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك...

نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة ...

النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز .. لأنك لست نصف إنسان ...أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة ...

ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك .. بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك.. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله .. بل إلى ما لا يقوله...

لذلك .. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله ؛ بل إلى ما لا يقوله ...