05 يونيو 2013

عن الأيام المقفولة من أولها !


مش عايزة أكتب كلام نسوي، بس الموضوع بقى بيضغط عليّ قوي. أنا نفسي مرة واحدة بس أخرج من غير ما يكون أول ما يشغل تفكيري هو السؤال اللولبي ده: "هلبس إيه النهارده؟! كذا؟ لأ آخر مرة لبسته واحد اتحرش بيّ، طب كذا؟ لأ ده لونه فاقع قوي وبيتريقوا عليّ في الشارع لما بلبسه!".

المصيبة إن لو شفتوا اللي أنا بقول عليه ضيق أو فاقع ده هتضحكوا! الضيق بالنسبة لي وااااااسع لأخريات، والفاقع ده ممكن يكون أحمر أو أصفر مثلًا! من حقي يا ناس ألبس براحتي والألوان اللي تعجبني! بجد كمية الطاقة المهدرة من جانبي في التفكير في اللبس بتقتلني! وماحدش يقول لي كبّري دماغك أو اعملي نفسك مش سامعة! أنا بتأثر بالكلام ده وممكن يقفل لي اليوم! طبيعتي كده! فبحاول ألصّم نفسي لحد ما أخلّص مشواري وأرجع من غير ما حد يضايقني، ولو استلزم الأمر إني ألبس شوال!

اللي هيقرأ الكلام ده هيفتكرني من نوعية البنات اللي تاخد الكلمتين وتسكت. إطلاقًا! أنا برُدّ على التحرش اللفظي بشكل شبه دائم، والجسدي بشكل دائم! ردودي عنيفة وفعالة، لا بتكسف ولا بخاف. آه باخد حقي، بس تأكدوا إن يومي بيتقفل قفلة مالهاش حل!

منتظر إيه بقى إنت من واحدة بتعاني من القهر ده في الشارع كل يوم؟ عاوزها تبقى لذيذة وفرفوشة وتلبس فساتين ولو بتشتغل تركّز في شغلها بكل عقلها؟! الراجل من دول يتمطّع قوي ويقول: "هي البنات اللي بتلبس فساتين انقرضت ولا إيه؟". فساتين إيه يا أبو فساتين! ده إحنا فاضل يطلع لنا شنب ومع ذلك مش سالمين!

النهارده كان يوم من أيامي المقفولة، بسبب عامل بناء "داخل مكان عملي اللي هو الجامعة، هه؟ واخدين بالكم؟ مش في الشارع!" قال لي "يا صباح المزز" بصوت عالي وأنا معدّية جنبه. قاعد هو على الأرض بيشتغل، وعمّال يرمي كلام على البنات عشان يسلّي وقته ويضحّك زمايله ويتأنعر بذكورته اللي ماحيلتوش غيرها!

بعد سجال عقيم بيني وبينه رفض يعتذر وقال لي أنا مش غلطان (كان فاضل يقول لي إنتِ إيه اللي نزّلك من بيتكوا أساسًا)، وبعد ما رفضت محايلة واعتذارات كل زمايله بما فيهم مقاول الأنفار، قلت له طالما رفضت الإعتراف بخطأك فإنت مش قاعد فيها ساعة كمان. بعد نص ساعة بالظبط مشّيته نهائيًا من الجامعة.

طب أنا كنت جوه سور الجامعة، وبالتالي عرفت أجيب حقي، زائد إني بشتغل هناك. أمال لو واحد في الشارع والبنت مش هتعرف تجيبه، أو جوه الجامعة بس حصلت في طالبة غلبانة ومستكينة وداخلة تمتحن ومتوترة، وواحد قال لها كلمة خارجة خليتها تتوتر وماتعرفش تجاوب، البنات دي تعمل إيه؟

أنا ألقي باللوم هنا على البنت، لإن اللي زي الرجل ده ماتجرأش كده إلا لإنه عارف كويس قوي إن البنت مش هترد! يا هتخاف يا هتتكسف. وعادةً لما البنت بيبقى لها رد فعل؛ الرجل بيتفاجئ ومش بيرد أو بيعمل مش سامع!  وللأسف البنت ماقدامهاش حل غير إنها تتصرف بنفسها، لإن الرجال في الشوارع بقوا متخاذلين جدًا، وأصلًا مفيش أي رادع أو حتى دعم من أي نوع البنت بتلاقيه متوفر في الشارع لما تتعرض لموقف من النوع ده. بالمناسبة، عربيات دوريات الشرطة بتمشي تعاكس البنات وتهدّي جنبهم عشان يركبوا!

نفسي أمسك ميكروفون وأمشي ألفّ في الشوارع وأقول للبنات: لما واحد يعملك أي حاجة تضايقك اقلعي اللي في رجلك واحدفيه بيه، يا إما تتفي عليه تفة كبيييييييرة قوي زي بتاعة تيتانك كده! غير كده ما تعيّطيش بقى وتشتكي!