أنا أحب أصحاب المهن الغريبة!
ومشكلتي أنني لا أقابلهم كثيرًا حولي.
أغلب من حولنا تنحصر وظائفهم في قائمة لا تتغير كثيرًا:
إما أنهم أطباء أو صيادلة أو مهندسون، أو أنهم لم يحصلوا على مجموع كاف للالتحاق بأيّ
من الكليات السابقة! وبالتالي هؤلاء المشتغلون بالتجارة أو الأعمال المكتبية أو خريجي
الآداب أو غيرهم لا يجدون أدنى حماس في تأدية وظائفهم المفروضة عليهم فرضًا. لا
أحادث أحدهم إلا وأجده محبَط، عذرًا "ممل"، نمطي، بريق عينيه منطفئ. حتى
المشتغلون بالطب والهندسة (عشان شاطرين وجابوا مجموع) أجدهم أيضًا محبَطون .. ومكئِبون!
لا أقابل كثيرًا من في عينيه إلتماعة عشق لمهنته أو
دراسته، لا أجد هذا البريق الذي يدفعه للتحدث عن عشقه بلا كلل أو ملل. دائمًا
يكلمونك ليصبّوا في أذنيك اللعنات!
كم أتمنى مقابلة مذيع، منتج فنّي، مخرج، مصمم تحف، مصمم
جرافيك في أفلام سينما، مسئول في شركة لتصنيع لعب الأطفال (حمادة عزّو أيوه)، عازف
محترف، مصور محترف، مترجم ...
كم أتمنى سماع ما لم أعتد سماعه منهم، كيف يعملون، كيف بدأ
هذا العشق، هل ملّوا عملهم يومًا أو ندموا عليه، حتى لو حدثوني عن مشكلاتهم
فبالتأكيد ستكون مختلفة.
مللت الأحاديث المكررة، والمبررات المعادة، والشكاوى
المفتعلة، والزفرات الكاذبة. مللت كل الأحاديث.
أريد مقابلة شخص عنده Passion بما يفعل!
لا أجد كلمة عربية تجمع ما أود وصفه ككلمة: Passion .. إنها تعني
الولع والشغف والحب في آن.