31 مايو 2012

مللت أحاديثكم


أنا أحب أصحاب المهن الغريبة!
ومشكلتي أنني لا أقابلهم كثيرًا حولي.
أغلب من حولنا تنحصر وظائفهم في قائمة لا تتغير كثيرًا: إما أنهم أطباء أو صيادلة أو مهندسون، أو أنهم لم يحصلوا على مجموع كاف للالتحاق بأيّ من الكليات السابقة! وبالتالي هؤلاء المشتغلون بالتجارة أو الأعمال المكتبية أو خريجي الآداب أو غيرهم لا يجدون أدنى حماس في تأدية وظائفهم المفروضة عليهم فرضًا. لا أحادث أحدهم إلا وأجده محبَط، عذرًا "ممل"، نمطي، بريق عينيه منطفئ. حتى المشتغلون بالطب والهندسة (عشان شاطرين وجابوا مجموع) أجدهم أيضًا محبَطون .. ومكئِبون!
لا أقابل كثيرًا من في عينيه إلتماعة عشق لمهنته أو دراسته، لا أجد هذا البريق الذي يدفعه للتحدث عن عشقه بلا كلل أو ملل. دائمًا يكلمونك ليصبّوا في أذنيك اللعنات!
كم أتمنى مقابلة مذيع، منتج فنّي، مخرج، مصمم تحف، مصمم جرافيك في أفلام سينما، مسئول في شركة لتصنيع لعب الأطفال (حمادة عزّو أيوه)، عازف محترف، مصور محترف، مترجم ...
كم أتمنى سماع ما لم أعتد سماعه منهم، كيف يعملون، كيف بدأ هذا العشق، هل ملّوا عملهم يومًا أو ندموا عليه، حتى لو حدثوني عن مشكلاتهم فبالتأكيد ستكون مختلفة.
مللت الأحاديث المكررة، والمبررات المعادة، والشكاوى المفتعلة، والزفرات الكاذبة. مللت كل الأحاديث.
أريد مقابلة شخص عنده Passion بما يفعل!
لا أجد كلمة عربية تجمع ما أود وصفه ككلمة: Passion .. إنها تعني الولع والشغف والحب في آن.

هناك تعليق واحد:

  1. قد يصدمك التالي :

    مارلون براندو أسطورة السينما الأولى كما يؤيد ذلك الكثير من النقاد و الجماهير على حد سواء - و لطالما اختلف الاثنان - يبغض مهنته و يسخر من القائمين عليها إذ يتسائل عن الأموال الطائلة التي يغدقونها عليه و بما أنهم يدفعون بسخاء لا يجد عائقاً في مواصلة التمثيل.

    قد يكون خلف هذا النزق جرعة كونياك مضاعفة و قد تكون الحقيقة. الشغف الدائم نادر بطبيعة الحال و إذا أردت التحدث بشكل علمي فالإدارة الحديثة و في السلوك التنظيمي منها تحديداً يفترض بالشركة أن تراعي الفوارق بين موظفيها و توجد لهم المكان الأنسب الذي يعمل على تأمين ذلك الشغف فهناك من يملك القدرة على التطور و هناك من يتحلى بصفات قيادية و هناك من يود العمل بشكل رويتيني حتى نهاية العالم و أحمّل المسئولية شبه كاملة على المؤسسات و القطاع الخاص الذي يعمل بعقلية رجعية تعود إلى ما قبل الميلاد.

    ردحذف