20 أغسطس 2011

استرجل .. وانكش شعرك !


ما هو الهدف من الإعلان التجاري ؟
أن يقنعنك بشراء المنتج .. صح ؟
طب يقنعنك إزااااي ؟
من الطبيعي أن يعدد لك مزايا المنتج (إذا وُجدت) ، أو يربطه بقصة طريفة تحببك فيه ، أو يضع الإعلان على خلفية موسيقية جذابة وأحيانا يقرنه بظهور شخصية عامة مشهورة لتشجعيك على شراؤه .
كل هذا بديهي ولكن ... لما الموضوع يقلب استظراف ، ويبدأ في إرسال رسائل غير محببة لعقلية المشاهد يجب التوقف عنده ! فأحيانا يبدو الإعلان بسيطا فكرةً وتنفيذًا ، ولكن مع تكرار مشاهدته تثبت أكثر تلك الرسائل والأفكار الغير مرغوبة لتبدأ في التأثير على سلوك الأفراد ومعايير حكمهم على الأشياء.
عُرض منذ ست سنوات فيلم "خالي من الكوليسترول" وهو الوحيد الذي تناول كواليس عالم الإعلانات وسلّط بعض الضوء على تلك الصناعة التي تقوم بشكل أساسي على التأثير  على المتلقي نفسيًا .

::: المشهد الأول :::
تظهر البطلة بثلاث شخصيات مختلفة داخل (سوبر ماركت) ، ويشاء القدر ألا تكون هناك غير زجاجة واحدة متبقية من المشروب الغازي ، فتختلفن على مدى أحقية كل منهن فيها ، فيأتي الموظف المختص ليحل النزاع بسماع الهدف السامي النبيل الذي تستحق من أجله كل شخصية أن تحظى بالمشروب الإكسيري !
أولاهن تقول "أنا دلوعة بابي وكل سنة بغيّر دولابي" وإن "بابي" بيديها الـ "كريديت كارد" عشان تجيب المشروب ، وبعدين تفاجأ إنها عاوزة الإزازة عشان أعمالها الخيرية !
والثانية مدرّسة وحزينة لإن طالبًا أصابه عدم التركيز في الفصل لإنه لم يشرب كوب المشروب قبل النوم !!
والثالثة هدفها النبيل هو أن تلحق المدرب قبل ماتش الجمعة !
رغم جودة صوت البطلة وموهبتها الواضحة إلا أن الدروس المستفادة هي :
1- إن المشروب قلبه كبير وهيحط مبلغ محترم في مجال الخير أو التعليم أو الرياضة مساهمة منه في النهوض بالوطن والعبور به نحو المستقبل مع العلم إن هذا المبلغ سيكون "جزء" فقط من الأموال الطائلة التي ستجنيها الشركة من اتصالات المشاهدين للتصويت !
2- كل الطلبة لازم تشربه وتتغطى كويس قبل ما تنام !
3- الرياضة في مصر هي كرة القدم وبس ، وحتى دي علاقتنا بيها مجرد "فرجة" مش "ممارسة" !
4- البنت الدلوعة بتغيّر دولابها كل سنة (مش عارفة قصدها اللبس ولا الدولاب ذات نفسه) ولازم يكون عندها "كريديت كارد" وبتقول "بابي" عشان تبقى كده رقيقة وبنت ناس !

::: المشهد الثاني :::
ثلاثة شباب يمشون فرحين موليين ظهورهم لنا ويتعمدون الإنحناء (وأحيانا لا يحتاج منهم الأمر أي انحناء) لكي نرى نحن المشاهدون قطعة من ملابسهم من المفترض - وفقا لمعلوماتي - ألا نراها !
عندما ظهرت تلك الموضة الغريبة بين الشباب منذ ما يقرب من أربعة أعوام انتشرت بسرعة رهيبة رغم استنكار الكثيرين لها ورغم جهل هؤلاء الشباب بالمعنى الأصلي لتلك الموضة ... ثم تدريجيا أصبح المجتمع أكثر تعودا على رؤية هذا المنظر الغير لائق كاعتياده الدائب على كل قبيح ، وبالتالي أصبح من غير المستغرب أن نرى نفس الشئ في اعلان تجاري اعتقد أنه الأول من نوعه ، مع احترامي لمدى جودة المنتج المُصنّع من القطن المصري الفاخر !

::: المشهد الثالث :::
تشاهد شابًا منكوش الشعر يجلس في حديقة عامة وهو يأكل كيس الشيبسي بنهم ، وإلى جانبه يجلس صديقه الذي يأكل الشيبسي بتاع الشركة المنافسة ، فيوبخه الأول بدعوى أنه "كِبِر" على هذه البطاطس العادية ، ثم يتسع الكادر لنجد صديقه هذا جالسا على حِجْر والدته (دليلا على المعيلة زي ما حضاراتكم عارفين )
الدروس المستفادة من الإعلان :
1- لا تجلس على حِجْر والدتك عشان محدش يقول عليك عيّل !
2- اوعى تتكسف إنك بتاكل شرائح بطاطس مقلية (أو شيبس كما يسميها الفرنجة) لإن دي حاجة عادية جدا !

::: المشهد الرابع :::
استرجل واشرب بيريل ................................. أنا مع صنّاع الإعلان إن فيه أزمة رجولة في مصر بس مش عارفة إيه العلاقة بين شرب البيريل والرجولة !!!
يعني لو بنت شربت بيريل صوتها هيخشّن مثلا ويطلعلها شنب ولّا إيه ؟!
  • وإليكم بعض الشعارات الخاصة بحلقات الحملة :
الحاجة الوحيدة اللي تخليك تعيّط الكورة !  
-  بصوا الكارثة دي : شخصية البنت آخر حاجة تعلّق عليها !
-  عاوزين نهني يا جماعة صديقنا شيرين اللي قدر أخيرا يغيّر اسمه وبقى حمزة ! ....( والله ماهي مشكلة أسامي خالص صدقني !!)
-  أنا حسام .. أنا راجل ! ......... لا يا شيخ !!!
عُمر ما الكرش يعيب راجل .......... صح الراجل مايعيبوش إلا جيبه يا جماعة ، معروفة يعني !
-  الحلاق: إحنا ممكن نفرده ونعمله "زبايكي" .. الزبون: قشطة ...... ليخرج الشعار بالنهاية : لو شعرك وِحِش .. شيله !
أنا رأيي لو شعرك وحش سرّحه بس الله يخليك ! بلاش الفروة اللي كله ماشيلي بيها دلوقتي دي !!

وأخيرا عند استعراض أغلب الإعلانات سنجد أن هدفها الأول هو الشباب باعتبارهم القوة الشرائية الأكبر في المجتمع ، كما أنها تتناول - على اختلاف أفكارها - علاقة الشاب بالفتاة : كيف يتقربان لبعضهما البعض، ماذا يفعل ليلفت نظرها، ماذا تقول لتعجبه، ماذا يشرب ليبهرها ... وغيرها الكثير مما يوّجه تركيز الشباب ناحية ذلك الجانب بشكل مبالغ فيه ، وكأن علاقتهما أصبحت قضية الوطن الأولى !
وإحقاقا للحق لم تفعل الإعلانات ذلك من تلقاء نفسها بل لأن خبراء تلك الصناعة يستشعرون أن علاقة الشباب بالفتيات ليست الهاجس الأول لهم فحسب ، ولكنهم يعلمون أن ثمة "مشكلة" ما في العلاقات بين الطرفين ، ولهذا يحاولون اللعب على هذا الوتر  بإيهام كل طرف - عن طريق رسائل ظاهرة وخفية - بأن لديهم الحلول السحرية التي تقرّبه من  الطرف الآخر !   




هناك 6 تعليقات:

  1. طب واللـه أنا حاطط مسودة من يومين بتكلم فيها عن نفس الفكرة تقريباً ! .. توارد خواطر ده ولاّ إيه ؟! :D

    بس بوست واقعي وحقيقي جداً... :)

    ردحذف
  2. معلش بقى يا عبد الرحمن .. ابقى اكتب عن اعلانات تانية بقى ، ما إنت عارف الخير كتييييييير :))

    الحكاية أصلها بقت مستفزة جدا !

    ردحذف
  3. تدوينة جميلة

    الإعلانات دلوقتي بقت علم.

    ردحذف
  4. شكرا يا فايز ..
    التليفزيون دلوقتي أصلا بقى إعلانات تتخللها بعض البرامج ونشرات الأخبار :)

    ردحذف
  5. ده الا الاعلانات دي بس ف رمضان ده كان علي عكس كل رمضان قبل كده كانت المنافسة في المسلسلات دلوقتي بقت في الاعلانات كمان يعني بنخترع كل ما هو جديد :)

    ردحذف
  6. ده أكبر دليل على مدى الإستهلاكية اللي وصلنالها !

    ردحذف