24 ديسمبر 2011

قررت أستسلم ..


ماذا ننتظر كمصريين حتى نشعر أن تلك البلد بلدنا ؟
أشعر أننا كأفراد نحرث في البحر ..
إلى متى سنظل ننتهك كل القوانين ؟ لا نحترم القواعد ؟ لا نراعي بعضنا البعض ؟
متى سأركب تاكسي وعداده يعمل ، ويحاسبني على أساسه ؟
متى سيستأذنني سائق التاكسي ليأخذ راكبًا آخر دون أن يعتبره أمر واقع مفروض عليّ ، بل ويفتح له الباب ليجلس بجواري وكأنني أركب أوتوبيس نقل عام ؟!!
متى سأشير لتاكسي ويتوقف لأركبه دون أن يسألني عن وجهتي ويتلذذ بحك رأسه مفكرًا إن كانت وجهتي تلك تلائم مزاجه ، وفي النهاية يلوّح بيده رافضًا ؟
(المادة 70 من قانون المرور الجديد : عقوبة الامتناع عن نقل الركاب أو تشغيل العداد ، القيام بطلب أجر أكثر من المقرر ، نقل عدد من الركاب يزيد عن الحد الأقصى المقرر  غرامة من  300إلى 1500 جنيه . )

متى سأمشي في شوراع نظيفة كتلك التي نراها عندما نسافر ، ونموت كمدًا لرؤياها ، ونعود لنتحاكي بروعتها وكأنها اختراع ما لم يصل إلينا بعد ؟!
متى سأجد الناس حريصة على البحث عن سلة قمامة في الشارع حرصها في البحث عن طعام تأكله ؟
متى سنتوقف عن قبول كل قبيح والاستسلام له ؟ متى سنرفض تشويه ما حولنا في وطن هو ملكٌ لنا جميعا ؟

متى سأحرم من مشاهدة كمساري الترام وهو يدخنّ مباشرة أسفل عبارة (ممنوع التدخين) ضاربا بها عرض الحائط ؟
متى سأجد وسيلة مواصلات تحترم آدميتنا ؟ متى سنتوقف عن ركوب الميكروباصات التي ترغمنا على العودة لوضع الجنين ؟
متى سيترك سائق أية مواصلة الركاب يهبطون دون استعجالهم ونهرهم ، ودون أن يتركهم يهبطون وهو يتحرك ؟!!

متى سنتوقف عن ترديد (معلش) ؟
كسر عليّا بالعربية !!   ... معلش
كسر الإشارة والظابط واقف ! ... معلش
بيتحرش بيّ !! ... معلش
سايق على 100 ع الكورنيش وآجي أقوله : بالراحة شوية لو سمحت يقولي لو مش عاجبك إنزلي ! ... معلش
طالع بالموتوسيكل فوق الرصيف ومعدّي من جنبي ويقولي ... معلش
يطالبني بأجرة أعلى من المعلنة وعندما أرفض وأطلب النزول .. يقولوا للسواق معلش !
تقف الميكروباصات حتى منتصف الطريق .. وبسببها أوشكت سيارة أن تدهسني ، وعندما يلومني سائق الميكروباص عن يميني أنني (مش واخدة بالي) وأرد عليه بأنه وزملائه السبب بوقفتهم تلك في منتصف الطريق حتى لا يكاد المارة يجدون فسحة للعبور .. فيسبني ! والناس تقوله ... تقوله هوّ ... معلش !

كفى ..
كفانا التماس أعذار للآخرين .. كفانا سلبية .. كفانا جبن .. كفانا إنهزام .. كفانا استسلام ..
لقد أصبح النزول للشارع الآن بمثابة عقاب تفرضه عليّ الظروف ، فإن لم أكن مضطرة للخروج بسبب العمل أو أية ضرورة أخرى فأنا أجلس هانئة في بيتي ، وعندما أقتنص يومًا كإجازة فأنا أفضل تمضيته في البيت ، بعيدًا عن كل "حرق الدم" الذي أراه يوميا ..
ولكني - كفرد - أضعف من مواجهة شارع بأكمله ، بنُظُمُه ، بفوضويته ، بإهمال ناسه وسلبيتهم .. وبدأت أعضائي تئن من تلك المواجهة اليومية ، فمؤخرًا بدأت أشعر بوخز في قلبي من حين لآخر ، وذهبت على إثره للطبيب الذي حذرني من الإنفعال (ضحكة سخرية) ، بالإضافة إلى ضغط الدم الذي بات الآن مرتفعًا عن معدله الطبيعي بقليل حتى في أوقات الخمول .
استخرجت منذ أسبوع جواز سفري ، وتنتظر صفحاته - معي - أول تأشيرة ذهاب .. ربما بلا عودة ..

هناك 3 تعليقات:

  1. إييييه إيييييه إييييه، مش عارف أقول إيه والله، موضوع محزن أوي..

    بس معلش، ... معلش.

    ردحذف
  2. أعتقد أن الأمر صار أزمة ،إنه موحي بالاكتئاب ، وبرفض الحياة ، لاشئ إلا المهانة نتلقاها وانتقاص الآدمية ، والتنازلات التي أصبحت سمة الموقف،لكني لن أترك البلد وأرحل، على الاقل ليس الآن

    ردحذف