18 يوليو 2012

كيف يحطمك مثلك الأعلى؟




     بينما كنت أتصفح التلفاز بملل اليوم، صادفت مسلسلًا اسمه "الجامعة"، فتابعت الحلقة دون تركيز، وحدث موقف بالمسلسل جذب انتباهي، حيث أن طالبة بتلك الجامعة كانت تكتب قصصًا قصيرةً وأرادت أن تعرضها على أستاذها الكاتب الشاب  لتعرف رأيه فيما تكتب، ولأنها ظنت أن هذا الأستاذ معجبًا بها، وليس مجرد مثلها الأعلى، توقعت حفاوةً كبيرةً بقصصها، لكنه فاجئها برأيه أن كتاباتها "مراهقة".
    وعلى إثر ما حدث، كتبت تلك الطالبة فقرة قصيرة عن شعورها بخيبة الأمل، ونشرتها على موقع جامعتها الالكتروني. أعجبتني الفقرة للغاية وبحثت عنها حتى وجدتها.
       تعليقًا على الموقف ككل، تلك الفتاة أُحبِطت لأن أستاذها لم يمثّل لها مثلًا أعلى فقط، بل لأنها كانت تحبه، وظنته يحبها كذلك، فتوقعت منه ما لم تلقاه. الدرس المستفاد؟ لا تتوقع!

كيف يحطمك مثلك الأعلى؟

لكلٍ منّا شخصية يحترمها .. لا يضعها في مرتبة البشر.
شخصية قد لا تكون قابلتها من قبل، وفي نفس الوقت تقدّرها وتعتبر كل حكاية عنها بمثابة حكاية أسطورية، وقد رسمت في مخيلتك صورة ملائكية لها..
إنها أكثر الشخصيات المؤثرة في حياتك، مثلك الأعلى ..
عندما تراه مرة تشعر كأن الأرض تنسحب من تحت قدميك .. تجري وراءه بلهفة، لا تفكّر،وكأنك لا تريد شيئًا من الدنيا بعد ذلك..

وفي تلك اللحظة الخالدة التي سترويها لأحفادك في يوم ما وأنت يملؤك الفخر .. لكن ما يلبث كل ذلك أن يتحطم عندما تقابلك تلك الشخصية بذلك الجفاء، وتسأل نفسك أهذا من كنت تحلم بلقائه؟

تتجاوز ذلك وتقول: ربما يكون متضايقًا من شيء ما لذلك لم يكن لطيفًا معي وتبقى حسرة وألمًا في نفسك.

تضعك الظروف في لقاء آخر معه.. تقترب منه، ويبدأ خيالك في استعادة صورته الأسطورية الظريفة، ولكنه يفجعك بالإجابة مرة أخرى، وتشعر حينها بأنك كنت مخدوعًا طوال هذه الفترة وذلك عندما يحطم كل أحلامك وآمالك برأيه الهادم في عملك، وفي شخصك..
 وعندها ستدرك أنه ليس إلا واحد من أولئك البشر العاديين الذين ربما تحبهم أو تكرههم ولكنه لم يعد مثلك الأعلى بعد الآن ...



هناك 3 تعليقات:

  1. لا أعرف لماذا لم أجد لي قدوة ! أقصى ما يمكن أن يحدث أن أعجب بفكر شخص ما أما أن أحلم أن أقابله أو أتكلم معه فهذا ما لم يحدث وأظن العيب فيّ !
    في فترة المراهقة كنت أبحث اعجبت جدا بأحمد خالد توفيق والتقيته مرات وكذلك جلال أمين وابراهيم أصلان ، ربما من اقتربت منه كثيرا وندمت على فرصة أضعتها في الكلام معه كان عبد الوهاب المسيري عليه رحمة الله

    يبدو أنني أخشى التعلق بأي شخص حتى لا أصدم !

    وبالمناسبة أعجبني تصميم المدونة وشكلها والخط بغض النظر عن صورة الجخ وأحلام مستغانمي

    ردحذف
  2. أشترك معك في نفس الشئ. لم يكن لي قدوة بالمعنى المفهوم طيلة عمري. ربما تعلقت للغاية بـ د. مصطفى محمود في مراهقتي، ولكن دائمًا إعجابي بالكتّاب لا يتعدى الإعجاب بأفكارهم مع إدراكي الكامل لتناقضات أفكارهم تلك مع أفكاري.
    حالة "الوله" التام بشخصية ما لم تصادفني بعد.

    أعتقد أنني أخشى مثلك تلقّي صدمة فيمن أحب!

    ---
    سعيدة إن التصميم عجبك.
    الجخ مرتبط بذكريات أحبها، وأحفظ بعض قصائده.
    أحلام هي التي تذكرني دومًا بقدرتي على النسيان!
    ;)

    ملحوظة: صور الشخصيات العامة هنا لا تعني أنني أحبهم في المطلق. أنا فقط أضع الصورة تحت الاقتباس الذي أحبه لكلٍ منهم.
    فمثلا أنا لا يعجبني من غادة السمان غير بعض جُملها ذات الكبرياء. فقط!
    :)

    ردحذف
  3. كنت في سن مراهقتي وتعلقت بأستاذي لدرجه كنت احبه حبا شديدا وهو لا يشعر بمشاعري

    ردحذف