دلفت إلى هذا الموقع منذ أكثر من عامين بناءً على دعوة تلقيتها من صديقتي ، ولكن لم تشتد علاقتي به إلا في مطلع العام الحالي فقط . والحق يقال .. برغم قصر فترة تفاعلي معه ، إلا أنني خبرت خلالها العديد من المواقف و استمتعت بالعديد من المداخلات مع المشتركين .
بدايةً الموقع كما يبدو من اسمه هو لمحبّي القراءة ، والذين - على كثرتهم الظاهرية هنا - هم قلة في مجتمعنا إذا نظرنا إليهم من علِ . ولكن من المحال أن تجد كل المشتركين بالموقع لديهم نفس الغرض من استخدامه ، بل للإنصاف منهم من ابتكر فوائد أخرى له لدرجة أن إدارة الموقع لو عرفت بها لفرضت رسوم على المستفيدين . ☺
دعونا أولًا نتفق على شئ ، وهو أن كلمة "الأصدقاء" هي كلمة مجازية بحتة ، ففي واقع الأمر لا يعرف معظمنا شيئا حقيقيا عن الآخر اللهم إلا من صفحته الخاصة التي كثيرًا ما نصف فيها أنفسنا بما نحب وليس بما هو حقيقي . ولكن يمكننا أن نضع في أذهاننا أنها فقط "صداقة الكترونية" عبر الشاشات والدوائر و الراوترات ...
ثانيا .. ما الجودريدز إلا مجتمع صغير ، قابلت فيه شتى أصناف البشر ، وأجزم أن هناك المزيد ، وفيم يلي الأنواع التي قابلتها هنا ..
النوع الأول : القارئ المخضرم
يتسم هذا القارئ بتضخم في حجم قوائم الكتب لديه بشكل مبالغ فيه ، لدرجة تدفعك للتساؤل : من أين له بالوقت والطاقة لقراءة كل هذا الكم من الكتب رغم صغر سنه ؟! ، وغالبًا لكثرة ما قرأ من كتب وأثرها على تشكيله النفسي والعقلي ، ستجده بدأ مؤخرًا في الكتب ذات الأسماء الرنانة التي تجعلك تفغر فاهك فقط لأنك لا تفهم عناوينها من الأساس !
النوع الثاني : القارئ المتحذلق
هو القارئ الذي يتوهم - لأنه قرأ رفّ أو اثنين - أنه أصبح علّامة زمانه ، فتجده يهوى التعليقات المتفلسفة المليئة بالتعالي على خلق الله ، ويصول ويجول بالموقع بحثًا عمن هو في مثل مستواه الثقافي ، بل تجده أحيانا يجاهر بأنه لا يقبل طلب صداقة من شخص إذا وجد أنه حديث الإشتراك بالموقع أو لم يقرأ العدد الكافي من الكتب التي تخوّله لشرف ظهور اسمه في قائمة أصدقائه ، فهو لا يقبل إلا من يشعر أنه يستفز قدارته الثقافية ، ويتنافس معه في القراءة (مكنتش أعرف إنها مسابقة ! ) ، وربما أيضا يتفاخر بأنه لم يبعث قط بطلب صداقة إلا لكَ ، "وده عشان إنت شكلك كده على نفس مستواه من الرقي والثقافة ! ياللا هيّص بقى !" .
النوع الثالث : القارئ المعتدل
معتدل في كل شئ ، في عدد الكتب التي قرأها ، في عدد أصدقائه ، في معدل قراءته ، مقلّ في التعليقات والمشاركة ، يعتبر الموقع مرجعًا فقط لإلقاء نظرة على ‘ريفيوهات‘ المشاركين حول الكتب ، ولكن لا يمثل له مكانا للتعرف على أناس جدد و التفاعل معهم .
النوع الرابع : قارئ + مغرم بجمع الأصدقاء
عادةً يكون قارئ معتدل ، ولكنه لا يقبل بالعدد القليل من الأصدقاء ، يهوى التعرف عليهم و التحاور معهم فيم يخص الكتب أو لا يتعلق بها على الإطلاق .. خاصة إذا كان غير مشترك بمواقع اجتماعية أخرى ، ويمثل له جودريدز المنفس الوحيد .
النوع الخامس : قارئ يروّج لنفسه ككاتب
اشترك بالأصل كي يروّج لكتبه عبر الموقع ، وهذا يحتسب له ، ولست ضده قطعا ، فمن حق كل انسان أن يسوّق لنفسه بالطريقة التي يفضلها ، ولكن هناك فرق بين من يفعلها بـ ‘شياكة‘ ، وبين من ‘يتسول‘ جمع المعجبين ، فالأول ذكي ويعلم أصول التسويق الجيد وأول مبادئها أن تتحدث من مركز قوة حتى لو العكس هو الصحيح ، أما الثاني فتجده يلهث ورائك ويلاحقك في كل المجموعات ، ويبعث لك برسائل خاصة ‘ أرجوك اقرأ كتابي ، والله هيعجبك ‘ !!
النوع السادس : ليس بقارئ ، يبحث عن عروسة (أو صديقة) !
أي نعم ..... تعرفونه كيف ؟ حديث الإشتراك بالموقع ، يرسل طلبات صداقة للفتيات فقط بطريقة عشوائية تماما غير مبنية على أي أسس أو طريقة اختيار ، ربما يعلق على شئ أو يرسل لكِ رسالة تعارف عادية من باب ‘جسّ النبض‘ ، يتعامل مع الموقع بطريقة الفيس بوك ، تتراوح طريقة التعامل معه حسب فحوى مشاركته ، إما بالتجاهل فقط أو بـ "البلوك المتين" ! ... ربما يستفيد من الموقع ويجد ضالته المنشودة ، ولكن بالتأكيد إذا توجّه إلى الفيس بوك سيجدها هناك في وقت أقصر و بمجهود أقل !
النوع السابع : صدق أو لا تصدق : قارئة (أو غير قارئة) تبحث عن عريس ! ☺
أهي دي جديدة ! ... تعرفوها إزاي ؟ ( عشان تقبلوا طلبها طبعًا ☺) لا ترسل طلبات الصداقة إلا للرجال ، تعلق بمناسبة وبدون مناسبة على كل شئ وأي شئ فقط لتقول : أنا هنا ! ... تستمتع بتغيير صورتها كل يومين ، لا تتحرج من تسفيه آراء أي فتاة تدخل في حوار بينها وبين رجل (امشِي مش فاضيينلك ! ) ، إذا بعثت لها فتاة بطلب صداقة فإنها ترفضه ، أو تقبله ولكن تتجاهلها تماما ، أو تتخذها ‘كوبري‘ للعبور إلى هدفها السامي ! ( أهو عريس مثقف برضه ! ) .
ملحوظة أخيرة : لا يُقصد من الموضوع التقليل من شأن أي أحد ، والزعل مرفوع ، ففي آخر الأمر كل إنسان حر تماما في تصرفاته وطريقة تعامله مع المواقع الإجتماعية ، وإنما أنا أسجل فقط مجرد ملاحظات خاصة بي ..