21 يونيو 2011

أن تسير بالإتجاه المعاكس

في اللحظات الأولى لنا في هذا الكون لا يخضع شئ لإختيارنا، لا نختار أهلينا
، أسماءنا ، أشكالنا ...
ولكن نبدأ بعد ولادتنا في التململ ، فنرفض شيئا بالبكاء أو بالصراخ أو بدفعه
بعصبية .. ذلك لأننا نولد ولدينا بذرة الإرادة ، أن نفعل ما نحب ، ونقرر ما نريد ...
ولكن ما يميّز أحدنا عن الآخر هو كيفية تأثير البيئة التي عاش فيها على إرادته تلك ، والبيئة هنا تشمل الأسرة ، المدرسة ، الأصدقاء ، التعليم ، والمجتمع ككل ...
منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك صباحًا وحتى تغلقهما ستجد أنك مطالب باتخاذ العديد من القرارات والإختيارات ، بدءًا من : ماذا سأرتدي اليوم ؟ ،حتى : ماذا أكتب في استمارة رغبات الثانوية العامة اليوم ؟ .. قرارات تتأرجح بين السهولة والصعوبة ... ولكن بالنهاية "كلنا مجبرون على الإختيار" ...
هل سألت نفسك عند اتخاذ أي قرار إذا كان اختيارك نابعًا من داخلك مائة بالمائة أم أنه
تقليدًا للآخرين فقط ؟؟ فحتى اختيارك هو قرار في حدّ ذاته .. قرارك إما أن تكون أنت ، أو أن تكون نسخة باهتة مكررة من آلاف سبقوك ..

"أنا هاخد الكيمياء في سنة تانية عشان أمسك العصاية من النص"
"أنا مش هدخل أدبي عشان مليش في الحفظ .. أصلا الحفظ ده غباء! "
"أنا عاوز أدخل صيدلة عشان مجالاتها كتير ... وبيشتغلوا علطول"
"أنا مش عاوزة أدخل طب عشان هعنّس"
"أنا هكمل دراسات عليا"
"أنا هتخصص رمد أو جراحة .. "
"أنا جبت 97% ونفسي أدخل فنون جميلة ... بس بصراحة مستخسر المجموع ده ! "
"أنا هتجوز صالونات ، زي ما أبويا اتجوز .. هو ده الصح"

ترى هل كل القرارات السابقة أو ما شابهها كانت نابعة من اقتناعك الكامل بها أم لأنهم فقط فعلوها قبلك ، وأكدوا لك أنها مضمونة النتائج ؟
ربما من الحكمة - بالطبع - أن تستمع لآراء الآخرين ، وتستخلص منها قرار يخصك ،
ولكن يجب أن تكون الغلبة لرغبتك أنت ، وأن تتحمل مسئولية اختيارك كاملة ..
وربما اخترت أن تسير "ضد التيار" ، فاعلم حينها أن عليك أولا مواجهة معارضيك
ومحاولة اقناعهم ، أو على الأقل لا تمكّنهم من التأثير عليك لإثناءك عن قرارك ...
ربما اخترت أن تكون "إيجابيا" أو "ألا تقبل رشاوى" أو "ألا تنافق أحدًا" ، ... حينها تأكد من أنك ستُهاجم من كل شخص تتعارض مصالحه مع قرارك ... فقط اثبت وكن قويًا ..
‘‘ أنت تحتاج أحيانا أن تنحّي حسابات الورقة والقلم جانبا ، تحتاج فقط أن تحلّق بأحلامك في السماء ، ولا تخش السقوط ، بل ضعه في اعتبارك ، واعلم أن حياة قمت فيها بمغامرة وفشلت أفضل كثيرا من حياة فضلت فيها أن تسير بجوار الحائط خوفا من الفشل ، ثم اعتصرك الندم باقي عمرك .. ‘‘

هناك 11 تعليقًا:

  1. صدمة...لم اعلم انك مصابة بهذا المرض العضال...الكتابة.
    وأن لك مدونة ((((((( إنها علامات الإندهاش
    اما بالنسبة لما قرأت وإستمتعت به فأنا أختلف قليلاً معك، فإتخاذ القرار يتوقف على مدى تحملنا لعواقب إختيارناومعرفتها مسبقاً. حتى وإن كانت خاطئة، فبما اننى حر فى اختيارى فأنا ملزم بتحمل مسئوليتى
    مصطفى موسى

    ردحذف
  2. دي حاجات كده على قدّي ... تفريغ شحنات مش أكتر :)

    وعلى فكرة إحنا مختلفناش خالص ! هذا ما قصدت تماما ، فقد قلت في إحدى الفقرات :
    "ربما من الحكمة - بالطبع - أن تستمع لآراء الآخرين ، وتستخلص منها قرار يخصك ، ولكن يجب أن تكون الغلبة لرغبتك أنت ، وأن تتحمل مسئولية اختيارك كاملة .."

    إذن لا خلاف :)
    وسعيدة بتشريفك للمدونة :)

    ردحذف
  3. عجبني أووي الكلام ده
    وبعته لناس كتييره
    تسلم إيدك .... :)

    ردحذف
  4. إيه ده أنا اتسيحلي عالفيس ولاّ إيه ؟!!
    :)))

    شكرا جزيلا يا إسلام :)

    ردحذف
  5. وأي تسييح :))
    ده إتبعت لناس كتييييييييره

    ردحذف
  6. ماشاء الله لكِ قلم جمييل وبسيط ورااائع تسلم إيدك

    ردحذف
  7. :)
    ربنا يخليك يا إسلام ، ده من ذوقك بس :)

    ردحذف
  8. like فعلاً :)

    فكرتيني بمقالة مشابهة جداً جداً في كتاب "شاب كشك" لعمرو سلامة :) يا ريت تقريه :)

    ردحذف
  9. أنا سمعت عن الكتاب ده فعلا .. هحطه في الخطة إن شاء الله :)
    شكرا لذوقك يا عبد الرحمن :)

    ردحذف