17 أبريل 2011

تلميح أم تصريح ؟

عندما تلاقت عيناهما للمرة الأولى شعرت بأنها لن تكون الأخيرة ، لن تقول أحبته - فهي لا تؤمن بالحب من أول نظرة - و لكنّها شعرت أن شيئاً مختلفاً يكمن في عُمق عينيه ،  شيئاً يناديها و قررت أن تستجيب ..
لقاؤهما الثاني كان أطول ، أخذتهما الحكايات فضحكا كما لم يضحكا من قبل ، و تأثّرا كما لم يحدث من قبل ، و كان قلبها يعلو و يهبط مع حماسته و هدوئه المتتاليين .. قرأَت كثيراً عمّا يُعرف بـ "توأم الروح" ، الذي ربما تعيشين عمرك كله دون أن تلقيه ، ولكنّها شعرت معه أنها وجدت ضالتها رغم أنها لم تبحث عنها يوما !
ثم جاء السؤال الأصعب الذي طالما تجنَبت الإجابة عنه .. هل يبادلها نفس الشعور أم ماذا ؟! .. استعانت بإحدى صديقاتها ، فقالت لها إن هناك "علامات" معينة تبيّن حبه ! ..
-         علامات !! مثل ماذا ؟
-         كأن ينظر إليكِ طويلا ..
-         ربما يفعل ذلك ليؤكد أنه مُنتبه ليس إلا !
-         يسألك كثيرا عن أحوالك و يتكلم معك أكثر ..
-         أيضا هذا لا يؤكد شيئاً !
-         يعاملك بلطف و رقة ..
-         إنه كذلك مع الجميع !!
-         يُحدثك عن أشياء خاصة لا يرويها للمعارف العاديين ..
-         يحدث ، ولكنه صرّح لي من قبل أنه يعتبرني محل ثقة و يحب أن يسمع آرائي ! ربما أنا لست إلا صديقة بالنسبة له !
-         !!!!!!! إذن لا تجيدين أي شئ مميزا أثناء حديثه معك ؟
-         لا .. لا أعتقد !
-         إذن دعكِ منه ..
-         كيف تطلبين منّي أن أنسى و أتجاوز الأمر ؟!!  هل نقابل كل يوم توأم روحنا ؟؟؟
-         إذن علام تنوين ؟
-         لماذا أشغل بالي بعلامات ؟ لماذا أحاول أن أحلل كل حركة أو نظرة تبدر عنه ؟ سأصارحه و ليحدث ما يحدث !

إن المصارحة بالحب هي من حق الرجل وحده ، و لن أقول في مجتمعاتنا فقط ، فالرجل رجل مهما كان وطنه أو كانت جنسيته ! .. كونك أنثى لا يمنع كونك إنسان من حقه أن يحب و يصرح بحبه ، ولكن قبل إقدامك على تلك الخطوة فكّري بالآتي :
أولاً:  هل لديك تلك الجرأة من الأساس ؟  
الخطوة بالفعل تحتاج منك لكثير من الجرأة ، وأن تجهزي نفسك أيضا لإحتمال الرفض .. نعم الرفض ! .. هو - كرجل - يُصرّح و يعلم أنه من الممكن أن يُقبل أو يُرفض ! .. و أنت مثله ..
ثانياً : تُرى هل سيتقبل جرأتك تلك ؟
اعلمى شيئاً .. طبيعة الرجل التي فُطر عليها هي المبادرة .. فمن المتوقع أن يتعجب من - بل يستنكر - جرأتك ! لو افترضنا أنه يبادلك نفس الشعور ، لا شك أنه سيسعد بتلك المصارحة لأنها أكدت حبّك ، و لكن ستظل هناك دائماً غصة في حلقه أنه لم يكن البادئ ! .. سيلازمه شعور دائم بأن هناك شيئاً ما خطأ .. شيئاً ليس في مكانه الصحيح ، مهما حاول تجاهل هذا الشعور فإنه سيطغى حتماً على بعض تصرفاته .. أخشى ما أخشاه أن يأتي يوماً تتشاجران فيه للمرة الأولى فينهرك قائلاً : أنت من طلبتني و لست أنا !
هذا عن الإحتمال الأول ...
أما الإحتمال الآخر .. إذا وجد الرجل نفسه في هذا المأزق ، و أنه مطالب أن يُخبرك برفضه ، كيف يتصرف ؟
أمامك ثلاثة أنواع من الرجال :
الأول : سيخبرك بمنتهى الصراحة برفضه ، و ربما يبرر هذا الرفض بأنه مرتبط بالفعل أو أنه لا يفكر في الإرتباط حاليا ، و لا مانع من بعض الجمل المحفوظة الني تقال في مثل تلك المواقف ، كأن يقول " أنتِ رائعة و لكن صدقيني لست أنتِ المشكلة على الإطلاق " .. !!!
الثاني : سيخبرك و لكن ليس وجها لوجه ، ربما جُبناً منه و ربما حرصاً على مشاعرك ، و لكن في كلتا الحالتين سيفضل أن يخبرك لاحقا إما عن طريق صديقة ، أو بتجاهلك التام المتعمد ، أو التحدث معكِ بفظاظة ... إلخ
الثالث : لن يخبرك على الإطلاق ! و لكي يبرئ نفسه سيحدثها قائلا .. "سأخبرها لاحقا .. لا أريد أن أجرحها ! " .. هذا النوع سيقرر مجاراتك ، فهو لن يخسر شيئا بذلك .. هذا بالطبع أسوأ الأنواع على الإطلاق ولا أعرف كيف أحببتيه من الأصل !!!
لنأتي لنقطة أخيرة .. أنتِ .. ما هو شعورك بعد تلك المصارحة ؟ .. لو افترضنا أنه يبادلك الحب و استقرت الأمور بينكما ، صدقيني لن تسعدي تماما ، ستتذكرين دوماً أنك البادئة ، و ستتشككين في كل تصرف لطيف يفعله تجاهك ، سيبدأ شيطانك في الوسوسة .. ربما يفعل هذا من باب الشفقة ! .. ربما هو لا يحبني و لكنّه خشي أن يجرحني ! .. ربما .. ربما ..
إذن الأمر برمته بين يديكِ الآن .. وازني الأمور .. و اتخذي قرارك .. تتجاهلين الأمر و تنتظرين أن يبدأ هو .. أم تكتفين بالتلميح اللطيف دون تصريح .. أم تُصرّحين بحبك و ليحدث ما يحدث ؟


هناك 6 تعليقات:



  1. اللبيب بالإشارة يفهم.
    :)

    ردحذف
  2. أنا رأيي كده برضه ، ده الأسلم ..
    بس فيه ناس فهمها على قدها :S
    :)))

    ردحذف
  3. كويس إنها ما مشيتش ورا علامات صاحبتها
    :)

    بس الكلام الأخير سليم طبعا

    ردحذف
  4. بجد البنات أكتر ناس تفتي في موضوع العلامات ده !!
    ده فيه علامات للفيس بوك تخيل !!!
    يعني لو كتب كومنت كذا يبقى قصده كذا ، ولو معلقش خالص على كذا يبقى غيران ، ولو إيه مش عارف إيه !!!!!

    حاجة تنقط !!

    هما مش قادرين يفهموا إن طريقة تفكير الرجال مش كده ، لا هم تحليليين زينا ، ولا بيفكروا في التفاصييييييييل اللي شاغلانا دي !

    لو هو مهتم هي هتحس من غير علامات ولا يحزنون ..
    ده بالإضافة لمحترفي "أداء" العلامات دي ، و هم كُثُر :))

    ردحذف
  5. أحلى حاجه انك بتتكلمى بأسلوب بسيط و واضح و رائع فى نقط حقيقية جدا .. و ماحدش كتب فيها قبل كده, أو عن نفسى لم تمر علي مثلها.

    فى انتظار المزيد :)

    ردحذف
  6. شكراً يا محمد على إطرائك اللطيف :)
    حكاية مبادرة البنت دي في ناس كتير اتكلمت فيها أكيد ، بس مقريتش لحد حاول يحلل الموقف من وجهة نظر الولد و البنت ..
    أنا حاولت أحلل الموضوع من وجهة نظري على استحياء :)

    ردحذف